كلمة استاذ الكرسي

تعتمد المدن الحديثة بدول العالم المتقدم على شبكة مياه متكاملة تضخ المياه على مدار الساعة لإيصالها إلى المنازل، وتتصل شبكة المياه العامة بالشبكة الداخلية للمنازل مباشرة دون الحاجة إلى خزانات أرضية أو علوية بالمنازل. و يكون الضغط في الشبكة العامة كاف لدفع المياه إلى الأدوار العليا بالمنازل. ونظرا لشح الموارد المائية في كثير من دول العالم النامية وزيادة الطلب على المياه تلجأ بعض إدارات شبكات المياه في المدن الرئيسية بدلا من ضخ المياه بشكل مستمر في الشبكة إلى جميع المستفيدين إلى استخدام نظام الضخ المتقطع (المناوبات) في تشغيل الشبكة حيث يتم عادة تقسيم المدينة إلى عدة مناطق وتضخ المياه بالتناوب بين تلك المناطق وفق جدول تشغيلي محدد. وقد تمتد فترة انقطاع المياه عن المستفيدين إلى أيام وربما إلى أسابيع. وفي مثل هذا النوع من نظم إدارة وتشغيل شبكات المياه يتطلب الأمر أن يقوم السكان بإنشاء خزانات أرضية ملحقة بكل مبنى لتخزين المياه أثناء فترة الضخ والاستفادة منها بعد انقطاع فترة الضخ عن طريق ضخ المياه حسب الحاجة إلى خزان علوي متصل بالشبكة الداخلية للمبنى.

وينطوي نظام توزيع المياه المتقطع على الكثير من المخاطر البيئية نتيجة احتمال اختلاط مياه الشرب بالمياه الجوفية الملوثة أو بمياه الصرف الصحي خاصة عند توقف الضخ في الشبكة وانخفاض الضغوط مما يسمح بدخول المواد الملوثة إلى أجزاء الشبكة عبر الوصلات ونقاط التسرب، كما أن التكلفة التشغيلية لهذا النظام تعتبر مرتفعة مقارنة بنظام الضخ المستمر.

يسعى هذا الكرسي إلى تقييم هندسي و بيئي و اقتصادي لنظام توزيع المياه بالمناوبات المستخدم في معظم شبكات المياه في المدن الرئيسية بالمملكة ، مع التركيز على مدينة جدة ، لمعرفة ايجابيات وسلبيات هذا النظام مقارنة بنظام الضخ المستمر والخروج بتوصيات هندسية عملية تساعد المسؤولين بمديريات المياه على تطوير النظام الحالي لإدارة شبكات المياه بمدينة جدة بما يساهم في توفير المياه لكافة السكان بكمية كافية ونوعية عالية وفق المواصفات المحلية والدولية لمياه الشرب وبتكلفة معقولة.


آخر تحديث
6/17/2011 2:50:03 PM